خطوات بناء المقاييس النفسية (الجزء الثاني):

[النفساني]

بناء المقاييس النفسية وخطواته (الجزء الثاني):
اختيار بدائل الاجابة
: فيما يخص الاجابة عن الفقرات للمقياس المزمع بناؤه فهناك فئات محددة للاجابة في الاختبارات و المقاييس و يختلف عدد فئات الاجابة تبعاً للقيود التي يضعها مؤلف المقياس و توجد على الاقل اربع فئات او صيغ للاجابة هي :
1 – صيغة الاختبار بين بديلين
2 – صيغة الاختبار بين ثلاثة بدائل
3 - صيغة الاختبار بين خمسة بدائل
4 – صيغة الاختبار المقيد بين عدد من البنود
و للتنويه نذكر ان صيغة الاختبار بين بديلين يكون من امثلتها ( نعم – لا ) و ( صواب خطأ ) و ( موافق – غير موافق ) و ( اعلم – لا اعلم ) علما ان اكثرها شيوعاً هو صيغة ( نعم – لا ) اما بالنسبة لصيغة الاختبار بين ثلاثة بدائل فتشمل على .
( نعم ، بين بين ، لا ) أو ( نعم ، لارأي لي ، لا ) أو ( دائماً ، احياناً ، نادراً ) أو غيرها .
وبالنسبة لصيغة الاختبار بين خمسة بدائل يشتمل على .
اوافق بدرجة كبيرة جداً ـ اوافق بدرجة كبيرة ـ لارأي لي ـ اعارض بدرجة قليلة ـ اعار بشدة ) او غيرها .
وبالنسبة لصيغة الاختبار المقيد بين عدد البنود فيتم ذلك بوضع اختبارات ثلاثة او اربعة يذكر فيها الحالات المختلفة كاجابة عن الفقرات فما المفحوص حينها الا ان يؤشر فقط الاجابة التي تنطبق عليه منها
تحديد صلاحية الفقرات وبدائل الاجابة :
بعد ان يتم صياغة فقرات المقياس بصورتها الاولية وتعد بدائل الاجابة الاولية ايضا يتم تحديد صلاحية فقرات المقياس والاجراء الاكثر اتباعا هو عرض هذه الفقرات على السادة الخبراء المتخصصين بمواضيع على النفس والاختبارت ليقوموا بتحديد مجالات او ابعاد المقياس وبيان مدى صلاحية فقراته الايجابية والسلبية وحذف غير الصالحة منها او تأشير امكانية تعديلها وكذلك يمكن للسادة الخبراء ان يصادقوا على بدائل الاجابة المناسبة للمقياس .
اعداد تعليمات المقياس :
الخطوة التالية في بناء المقياس هي كتابة تعليماته وحسب المصادر هناك نوعان من التعليمات النوع الاول لتوجيه الافراد الذين يجيبون عن المقياس . والنوع الثاني لتوجيه القائم بتطبيق المقياس او الاختبار الا ان النوع الاول هو الاكثر شيوعاً وهناك بعض القواعد التي تتبع في وضع التعليمات هي
1ـ ان تكون التعليمات على ضرورة اتباع ما يراد ايصال ما هو مطلوب من المجيب .
2ـ ان تؤكد التعليمات على ضرورة اتباع ما يراد منها بدقة .
3ـ يجب ان تعطى التعليمات بصورة مبسطة وواضحة وبالتتابع .
4ـ اعطاء فرصة للمجيبين للاستفسار ان كان هنالك ضرورة لذلك وعدم ترك أي امر غامد امام المجيب .
5ـ يفضل قبل تطبيق فقرات المقياس ان يفسح الوقت الكافي امام المجيب لقراءة التعليمات والانتباه الى الامثلة ان وجدت للتوضيح .
6ـ يفضل احياناً وضع امثلة من المقياس تبين للمجيب كيفية الاجابة .
7ـ يفضل ان لايوضع الغرض من اختبار الشخصية لان ذلك قد يؤدي الى ان يجيب الافراد عنه بالاتجاه المرغوب فيه اجتماعياً .



وضع شروط تطبيق المقياس :
تعد هذه المرحلة محاولة لنقل المقياس من حالة التهيئة الى حالة الاستجابة عنه فبعد اعداد فقرات المقياس ووضع تعليماته تبدأ مرحلة تطبيق على عينة من الافراد لغرض تحليل الفقرات وهنالك بعض المشكلات العامة للتطبيق لابد من السيطرة عليها ومنها :ـ
أ ـ الظروف الفيزيائية لدى اعطاء المقياس : فالتهوية والاضاءة الرؤية تؤثر على اجابات الافراد اثارة دافعية المفحوص :ـ لقياس وزن او طول الافراد فاننا لانعاني من مشكلة طلما الادوات صالحة للقياس الا انه عند القياس النفسي يجب ان يؤخذ شعور الافراد وتجدد هذا الاجراء بنظر الاعتبار لان عدم اهتمام الفرد بالمقياس النفسي يجعله ليعطي حقيقة القياس بشكل دقيق عموماً .
ب ـ تهيئة المفحوص لموقف الاختبار :وتأتي هذه النقطة استكمالاً لسابقتها حيث لابد ان يتم كسب تعاون المفحوص فشعوره بالثقة والفائدة من المقياس وبان اسمه لايذكر استمارة الاجابة سيجعله مبيناً للصورة الجيدة للاجابة عن كل فقرات المقياس بصدق .
ت ـ تقنية موقف الاختبار :ـ
وهي محاولة مطبق المقياس والاختبار ضبط الموقف الذي تعطى فيه التعليمات وتوحيد الموقف الاختبار لجميع الافراد .
الخطوات الضرورية لبناء المقياس :
من المهم ذكره في هذا الموضوع هو الخطوات الثلاث الضرورية لفهم اجراءات بناء الاختبارات والمقاييس النفسية وهي الاتي كـالأتي:
1ـ تحديد الخاصية النفسية التي يراد قياسها :
نحن لانقيس الشيء او الشخص بل نقيس خاصية ذلك الشيء او الشخص فنحن نقيس طول الفرد او وزنه او ذكاءه او النضج الانفعالي لديه . وعند التعامل مع الطول والوزن مثلا لانجد صعوبة في فهم ماذا تعني لنا القياسات ومثل هذا التحديد الاجرائي الواضح للمفاهيم لانجده مع الصفات والحالات النفسية فلو ذهبنا لموضوع الذكاء مثلا نبدأ بالتساؤلات هل يعالج الذكاء مفاهيم مجردة ام موضوعات مادية ؟ وما نوع السلوك الذي يمكن وصفه بالذكي ؟ ولهذا فان اولى المشكلات التي تواجه الباحث النفسي عند محاولته قياس الظاهرة النفسية هي الوصول الى تحديد واضح ودقيق للخاصية التي يريد قياسها لان بدون هذا التحديد للظاهرة لايمكن الوصول الى قياسها بدقة
2ـ تحديد الاجراءات لتوضيح الظاهرة النفسية المراد قياسها :
يتمثل الجانب الثاني للقياس بايجاد مجموعة من الاجراءات تعزل الظاهرة عن غيرها من الظواهر وتبرزها وتختلف الظواهر النفسية عن الظواهر الطبيعية في هذه الناحية فمن السهل ايجاد الوسائل وتحديد الاجراءات التي يمكن بواسطتها قياس طول الفرد اذ يوضع شريط القياس بمحاذاة المنضدة او الشخص وعندئذ تعد افضل وسيلة لقياس الطول اما في مجال القياس النفسي فالقياس يكون غير مباشر عادة لذلك فيتم وضع تعريف للظاهرة التي يريد قياسها وهذا التعريف عبارة عن وصف للسلوك الظاهر الذي يمكن ملاحظته والذي تتميز به تلك الظاهرة عن غيرها من الظواهر النفسية الاخرى .
3ـ تحويل اجابات الفرد على المقياس الى وحدات كمية :ـ
في هذه الخطوة يقوم الباحث بتحويل اجابات الفرد عن فقرات المقياس الى وحدات كمية وذلك باعطاء ارقام تعبر عن تلك الاجابات فاذا كان لدينا مقياس لقياس الاتجاه النفسي نحو لعبة كرة القدم مثلا فان بالامكان وضع ( بدائل اجابة ) اما كل فقرة تقيس الاتجاه نحو مضمون تلك الفقرة ( التي تقيس بدورها ما يقيسه المقياس ) ثم يقوم الباحث باعطاء درجات لكل بديل وهكذا عند اختيار المفحوص احد البدائل فان بالامكان التعويض عن اجابته بدرجة معينة .